هشاشة العظام الأسباب والأعراض والعلاج

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن مرض هشاشة العظام fragility of bone، وازداد الاهتمام به بعد إدراك خطورته وآثاره الجسيمة على صحة الفرد وما يترتب عليها من تغييرات جذرية في نمط حياته وعلاقاته الاجتماعية، إضافة إلى الأعباء المادية التي يتكبدها الفرد والمجتمع نتيجة تفشي هذا المرض، ورغم الاعتقاد السائد أن هشاشة العظام مرض نسائي (أي يصيب النساء فقط)، إلا أن الرجال ليسوا بمعزل عن الإصابة به، فبينما تبلغ نسبة إصابة النساء بالهشاشة 1 إلى 3 في الخمسينيات من العمر، وصلت نسبة الإصابة لدى الرجال إلى 1 إلى 5 في السن نفسها.
هشاشة العظام الأسباب والأعراض والعلاج
هشاشة العظام الأسباب والأعراض والعلاج

فما هو تعريف مرض هشاشة العظام؟ وما أسبابه؟ وكيف يمكن الوقاية منه وعلاجه؟

الهشاشة أو مسامية العظام هي أحد أمراض العظام، وتسمى بالإنجليزية "osteoporosis"، وهي كلمة تصف عملية تناقص كتلة العظم والتغير السلبي في قدرته على أداء وظائفه نتيجة الترقق الذي يصيبه، الأمر الذي قد يؤول في نهاية المطاف إلى سهولة تكسره تحت ضغط أي مؤثر خارجي.
أسباب الإصابة بهشاشة العظام
بما أن الإصابة بهشاشة العظام ترتبط ارتباطا وثيقا بكتلة العظام وكثافتها، فإنه عند البحث عن أسباب الإصابة، لا بد من النظر في أسباب انخفاض كتلة العظم وضعفه، التي تتضمن انخفاض معدل الكالسيوم والفسفور وغيرهما من المعادن المفيدة في العظام، الإصابة باضطرابات في الغدد الصماء، الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي؛ كمتلازمة القولون الالتهابي وأمراض المفاصل، الاستعمال المفرط لبعض العقاقير على فترات طويلة؛ كالستيرويدات القشرية.
إضافة إلى هذه الأسباب، هناك عوامل يحصل بتوافرها تأهب وتهيؤ لدى الفرد للإصابة بهشاشة العظام، وتكون هذه العوامل متعلقة بجنس الفرد؛ حيث إن كسور العظام شائعة عند النساء أكثر بمرتين منها عند الرجال، ويعزى ذلك إلى أن الكتلة العظمية للنساء أقل، وبالتالي فإن عظامهن أضعف، والعمر، حيث تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في السن، حيث تصبح العظام أضعف، أما عن العامل الوراثي فقد ثبت أن التاريخ الصحي للعائلة، وإصابة أحد أفرادها بهشاشة العظام يؤثر على تعرض باقي الأفراد للمرض، وأن انقطاع الدورة الشهرية في سن مبكرة، أو صفة البنية الضعيفة والوزن الأقل من المعدل الطبيعي، ونمط الحياة المتسم بالخمول، والتدخين، وتناول كميات كبيرة من القهوة والكافيين والمشروبات الغازية، وغيرها من الأسباب الأخرى كلها قد تزيد من فرص الإصابة.
هناك كذلك أمراض أخرى تزيد، في حال حدوثها، من خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومن هذه الأمراض: الفشل الكلوي المزمن، أمراض الغدد الدرقية، إصابة العمود الفقري، السكري، الإسهال المزمن أو متلازمة سوء الامتصاص، تصلب الأنسجة، الشلل الدماغي، الأمراض النفسية التي تؤدي إلى اضطراب الشهية وعدم انتظام تناول الطعام.
أعراض هشاشة العظام
إن معظم المصابين بهشاشة العظام لا يعانون أي أعراض مرضية، ولكن من الأعراض التي يمكن ظهورها على مرضى هشاشة العظام: آلام مزمنة في الظهر، نقصان تدريجي في الطول، كسر العمود الفقري أو عظام الرسغ أو عنق الفخذ أو عظام الكعبرة، تحدب الظهر.
طرق التشخيص
يستطيع الأطباء الكشف عن الإصابة بهشاشة العظام باستعمال أجهزة مختلفة لقياس كتلة العظام؛ لذلك فإنه من الضروري جدا القيام بفحوصات دورية بعد سن الـ40 لتفقد وضع العظام، وهناك عدة فحوصات يمكن من خلالها تشخيص الإصابة؛ مثل: فحص كثافة المعادن في العظم (Bone Mineral Density Test)، التصوير الشعاعي، وهو من أسهل طرق التشخيص وأسرعها كما أنه غير مؤلم وآمن ويعطي نتائج دقيقة، فهو يتيح إمكانية فحص كثافة العظام في الرسغ والفخذ والعمود الفقري، الموجات فوق الصوتية الكمية، خزعة العظم.
وتنصح جميع النسوة اللواتي تقع أعمارهن بين 45 و50 سنة بقياس كثافة العظام لديهن، أما النساء بعد سن الأياس فيجرى لهن فحص كثافة العظام إذا توفر هناك عامل أو أكثر من عوامل الخطر، ومن الضروري اتخاذ الإجراءات الوقائية عند السن المذكورة سابقا.
الوقاية من هشاشة العظام
يمكن الوقاية من مرض هشاشة العظام وتجنب الإصابة به، وذلك باتباع نمط حياة صحي من شأنه أن يحمي من هذا المرض، وينطوي هذا النمط أو أسلوب الحياة على عدة جوانب مهمة لا بد من مراعاتها والتقيد بها لتحقيق الهدف المنشود، ويكون باتباع حمية غذائية متوازنة وكاملة، غنية بمصادر الكالسيوم؛ كمشتقات الحليب واللحوم الحمراء والحبوب، وغنية بفيتامين "د" الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، والتقليل قدر الإمكان من شرب القهوة والشاي، وتجنب التدخين، والمحافظة على الوزن الطبيعي والمناسب؛ حيث إن كتلة العظام تعتمد على الضغط أو الوزن الملقى عليها، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على مستوى لياقة بدنية عال.
طرق العلاج
هنالك عدة أمور لابد من على المريض المصاب بمرض هشاشة العظام الالتزام بها من أجل توقيف تدهور المرض ويقي نفسه من مضاعفاته المحتملة؛ أهمها الاستمرار في تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين "د"، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، التي لا تتضمن حركات عنيفة ومفاجئة تؤدي إلى السقوط فجأة، والامتناع عن التدخين؛ فالدخان يقلل من امتصاص الكالسيوم، ما يؤدي إلى فقدان كتلة العظام، واللجوء إلى الوسائل العلاجية الملائمة التي يوصي بها الطبيب، والحد من كميات الكافيين التي يتم تناولها، وجعل الأماكن المحيطة آمنة قدر الإمكان لتجنب السقوط، وذلك من خلال الحفاظ على سلامة الدرج في المنزل، وتوفير إضاءة كافية، وتثبيت أي أرضيات رخوة تقي من السقوط والانزلاق، والاحتفاظ بالأشياء التي تستعمل غالبا في أماكن قريبة يسهل الوصول إليها، وبالطبع في حال التعرض لأي كسر مهما كان بسيطا، يجب مراجعة الطبيب لأخذ الإجراءات اللازمة.بالإضافة إلى اتباع نمط الحياة المذكور سابقا عند الإصابة بهشاشة العظام، هناك طرق علاج دوائية يمكن أن يوصي بها الطبيب لعلاج المرض،ومن طرق العلاج هذه نذكر العلاج الهرموني، وهو من أفضل طرق العلاج المستعملة لعلاج النساء المصابات بهشاشة العظام، إلا أن له بعض الآثار الجانبية السلبية، لذا يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة، ويوجد هذا العلاج على شكل حبوب أو لصقات أو كريم.
بوهني عبد الله Bouhenni Abdallah
بواسطة : بوهني عبد الله Bouhenni Abdallah
مهندس دولة ومدون جزائري مؤسس عدة مواقع إلكترونية مقيم بمدينة عمي موسى ولاية غليزان .
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -